فصل: تفسير الآية رقم (104):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}
قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي}: قال الزمخشري: هو معطوفٌ على كلامٍ محذوف يدلُّ عليه {إلا مثلَ أيامِ الذين خَلَوا من قبلهم} كأنه قيل: نُهْلك الأمم ثم ننجِّي رسلَنا، معطوفٌ على حكايةِ الأحوال الماضية.
قوله: {كَذَلِكَ} في هذه الكاف وجهان، أظهرهُما: أنه في محلِّ نصب تقديرُه: مثلَ ذلك الإِنجاء الذي نَجَّينا الرسلَ ومؤمنيهم ننجي مَنْ آمن بك يا محمد. والثاني: أنها في محل رفع على خبر ابتداء مضمر، وقدَّره ابن عطية وأبو البقاء بقولك: الأمر كذلك.
قوله: {حَقًّا} فيه أوجه، أحدها: أن يكون منصوبًا بفعل مقدر أي: حَقَّ ذلك حقًا. والثاني: أن يكون بدلًا من المحذوف النائب عنه الكافُ تقديره: إنجاءً مثل ذلك حقًا والثالث: أن يكونَ {كذلك} و{حقًا} منصوبين بـ {نُنْجِ} الذي بعدهما. والرابع: أن يكونَ {كذلك} منصوبًا بـ {نُنَجِّي} الأولى، و{حقًا} بـ {نُنْج} الثانية. وقال الزمخشري: مثلَ ذلك الإِنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين، و{حَقًّا علينا} اعتراض، يعني حَقَّ ذلك علينا حقًا.
وقرأ الكسائي وحفص {نُنْجي المؤمنين} مخففًا مِنْ أنجى يقال: أنجى ونجى كأَبْدَلَ وبَدَّل، وجمهورُ القراء لم ينقلوا الخلافَ إلا في هذا دون قوله: {فاليوم نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} [يونس: 92] ودونَ قوله: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا}. وقد نقل أبو علي الأهوازي الخلافَ فيهما أيضًا، ورُسِم في المصاحف {نُنْجِ} بجيمٍ دون ياء. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآيتين:
قال عليه الرحمة:
{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)}
تَمَنِّي الطاف أنوارِ الحقيقةِ تَعَنِّ في تسويل، واستنادٌ إلى غير تحصيل، وتمادٍ في تضليل.
{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)}
حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض فقوله تعالى: {عَلَيْنَا} هاهنا معناها منَّا فلا شيء يجب على الله لكونه إلهًا مَلِكًا، فيجب الشيءُ من الله لصدقه ولا يجب عليه لِعِزَّتِه.
وكما لا يجوز أن يَدْخُلَ نبيٌّ من الأنبياء عليهم السلام في النار لا يجوز أن يُخلَّدَ واحدٌ من المؤمنين في النار لأنه أخبر أنه يُنَجِّي الرسلَ والمؤمنين جميعًا. اهـ.

.تفسير الآية رقم (104):

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تقدم الفطام عن الميل يطلب الآيات، وكان طلبهم لها إنما هو على وجه الشك، وإن لم يكن على ذلك الوجه فإنه فعل الشاك غالبًا وتقدمت أجوبة لهم، وختم ذلك بتهديدهم وبشارة المؤمنين الموجبة لثباتهم، ناسبه كل المناسبة أن اتبعت الأمر بجواب آخر دال على ثباته صلى الله عليه وسلم وأنه مظهر دينه رضي من رضي وسخط من سخط، لأن البيان قد وصل إلى غايته في قوله تعالى: {قل يا أيها الناس} أي الذين هم في حيز الاضطراب، لم ترقهم هممهم إلى رتبة الثبات: {إن كنتم} أي كونًا هو كالجبلة منغمسين: {في شك} كائن: {من} جهة: {ديني} تطلبون لنزوله- بعد تكفل العقل بالدلالة عليه- إنزال الآيات، فأنا لست على شك من صحة ديني وبطلان دينكم فاعرضوه على عقلوكم وانظروا ما فيه من الحكم مستحضرين ما لدينكم من الوهي الذي تقدم بيانه في قوله تعالى: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق} [يونس: 59] ونحوه: {فلا أعبد} أي الآن ولا في المستقبل الزمان: {الذين تعبدون} أي الآن أو بعد الآن: {من دون الله} أي الملك الأعظم لعدم قدرتهم على شيء من ضري، فلا تطمعوا في أنه يحصل لي شك بسبب حصول الشك لكم، فإذًا لا أعبد غير الله أصلًا.
ولما كان سلب عبادته عن غيره ليس صريحًا في إثباتها له قال: {ولكن أعبد الله} أي الجامع لأوصاف الكمال عبادة مستمرة؛ ثم وصفه بما يوجب الحذر منه ويدل على كمال قدرته: {الذي يتوفاكم} بانتزاع أرواحكم التي لا شيء عندكم يعدلها.
فلا تطمعون- عند إرادنه لنزعها- في المحاولة لتوجيه دفاع عن ذلك.
وفي هذا الوصف- مع ما فيه من الترهيب- إشارة إلى الدلالة على الإبداء والإعادة، فكأنه قيل: الذي أوجدكم من عدم كما أنتم به مقرون بعدمكم بعد هذا الإيجاد وأنتم صاغرون، فثبت قطعًا أنه قادر على إعادتكم بعد هذا الإعدام بطريق الأولي فاحذروه لتعبدوه كما أعبده فإنه قد أمرني بذلك وأنتم تعرفون غائلة الملك إذا خولف، وقال: {إن كنتم في شك} مع أنهم يصرحون ببطلان دينه، لأنهم في حكم الشاك لاضطرابهم عند ورود الآيات، أو لأن فيهم الشاك فغلب لأنه أقرب إلى الحيز؛ والشك: وقوف بين المعنى ونقيضه، وضده الاعتقاد فإنه قطع بصحة المعنى دون نقيضه، وعبر بمن إشارة إلى أن فعلهم ذلك ابتدأ من الدين، ولو عبر بفي لأفهم أنهم دخلوا فيه لأنهم في الشك والشك في الدين، والظرف لظرف الشيء ظرف لذلك الشيء، وترك العطف إشارة إلى أن كل جواب منها كاف على حياله.
ولما قرر ما هو الحقيق بطريق العقل، أتبعه بما رود من النقل بتأييده وإيجابه بقوله: {وأمرت} أي بأمر جازم ماض ممن لا أمر لأحد معه، وعظم المأمور به بجعله عمدة الكلام بإقامته مقام الفاعل فقال: {أن أكون} أي دائمًا كونًا جبليًا، ولما كان السياق لما يحتمل الشك من الأمر الباطن، عبر بالإيمان الذي هو للقلب فقال: {من المؤمنين} أي الراسخين في هذا الوصف. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}
واعلم أنه تعالى لما ذكر الدلائل على أقصى الغايات وأبلغ النهايات، أمر رسوله بإظهار دينه وبإظهار المباينة عن المشركين، لكي تزول الشكوك والشبهات في أمره وتخرج عبادة الله من طريقة السر إلى الإظهار فقال: {قُلْ يا أيها الناس إِن كُنتُمْ في شَكّ مّن دِينِى} واعلم أن ظاهر هذه الآية يدل على أن هؤلاء الكفار ما كانوا يعرفون دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الخبر إنهم كانوا يقولون فيه قد صبأ وهو صابئ فأمر الله تعالى أن يبين لهم أنه على دين إبراهيم حنيفًا مسلمًا لقوله تعالى: {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً قانتا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل: 120] ولقوله: {وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السموات والأرض حَنِيفًا} [الأنعام: 79] ولقوله: {لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: 2] والمعنى: أنكم إن كنتم لا تعرفون ديني فأنا أبينه لكم على سبيل التفصيل ثم ذكر فيه أمورًا.
فالقيد الأول: قوله: {فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} وإنما وجب تقديم هذا النفي لما ذكرنا أن إزالة النقوش الفاسدة عن اللوح لابد وأن تكون مقدمة على إثبات النقوش الصحيحة في ذلك اللوح، وإنما وجب هذا النفي لأن العبادة غاية التعظيم وهي لا تليق إلا بمن حصلت له غاية الجلال والإكرام، وأما الأوثان فإنها أحجار والإنسان أشرف حالًا منها، وكيف يليق بالأشرف أن يشتغل بعبادة الأخس.
القيد الثاني: قوله: {ولكن أَعْبُدُ الله الذي يَتَوَفَّاكُمْ} والمقصود أنه لما بين أنه يجب ترك عبادة غير الله، بين أنه يجب الاشتغال بعبادة الله.
فإن قيل: ما الحكمة في ذكر المعبود الحق في هذا المقام بهذه الصفة وهي قوله: {الذى يتوفاكم}.
قلنا فيه وجوه الأول: يحتمل أن يكون المراد أني أعبد الله الذي خلقكم أولًا ثم يتوفاكم ثانيًا ثم يعيدكم ثالثًا، وهذه المراتب الثلاثة قد قررناها في القرآن مرارًا وأطوارًا فههنا اكتفى بذكر التوفي منها لكونه منبهًا على البواقي.
الثاني: أن الموت أشد الأشياء مهابة، فنخص هذا الوصف بالذكر في هذا المقام، ليكون أقوى في الزجر والردع.
الثالث: أنهم لما استعجلوا نزول العذاب قال تعالى: {فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فانتظروا إِنَّى مَعَكُمْ مّنَ المنتظرين ثُمَّ نُنَجّى رُسُلَنَا والذين ءامَنُواْ} [يونس: 102، 103] فهذه الآية تدل على أنه تعالى يهلك أولئك الكفار ويبقي المؤمنين ويقوي دولتهم فلما كان قريب العهد بذكر هذا الكلام لا جرم قال ههنا: {ولكن أَعْبُدُ الله الذي يَتَوَفَّاكُمْ} وهو إشارة إلى ما قرره وبينه في تلك الآية كأنه يقول: أعبد ذلك الذي وعدني بإهلاكهم وبإبقائي.
والقيد الثالث: من الأمور المذكورة في هذه الآية قوله: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين} واعلم أنه لما ذكر العبادة وهي من جنس أعمال الجوارح انتقل منها إلى الإيمان والمعرفة، وهذا يدل على أنه ما لم يصر الظاهر مزينًا بالأعمال الصالحة، فإنه لا يحصل في القلب نور الإيمان والمعرفة. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {قل يا أيها الناس} الآية مخاطبة عامة للناس أجمعين إلى يوم القيامة يدخل تحتها كل من اتصف بالشك في دين الإسلام، وهذه الآية يتسق معناها بمحذوفات يدل عليها هذا الظاهر الوجيز، والمعنى إن كنتم في شك من ديني فأنتم لا تعبدون الله فاقتضت فصاحة الكلام وإيجازه اختصار هذا كله، ثم صرح بمعبوده وخص من أوصافه: {الذي يتوفاكم} لما فيها من التذكير للموت وقرع النفوس به، والمصير إلى الله بعده والفقد للأصنام التي كانوا يعتقدونها ضارة ونافعة. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قُلْ يا أيها الناس} يريد كفار مكة.
{إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي} أي في ريب من دين الإسلام الذي أدعوكم إليه.
{فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} من الأوثان التي لا تعقل.
{ولكن أَعْبُدُ الله الذي يَتَوَفَّاكُمْ} أي يميتكم ويقبض أرواحكم.
{وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين} أي المصدّقين بآيات ربهم. اهـ.

.قال الخازن:

قوله سبحانه وتعالى: {قل يا أيها الناس} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي قل يا محمد لهؤلاء الذين أرسلتك إليهم فشكوا في أمرك ولم يؤمنوا بك: {إن كنتم في شك من ديني} يعني الذي أدعوكم إليه وإنما حصل الشك لبعضهم في أمره صلى الله عليه وسلم لما رأى الآيات التي كانت تظهر على يد النبي صلى الله عليه وسلم فحصل له الاضطراب والشك فقال إن كنتم في شك من ديني الذي أدعوكم إليه فلا ينبغي لكم أن تشكوا فيه لأنه دين إبراهيم عليه السلام وأنتم من ذريته وتعرفونه ولا تشكون فيه وإنما ينبغي لكم أن تشكوا في عبادتكم لهذا الأصنام التي لا أصل لها البتة فإن أصررتم على ما أنتم عليه: {فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله} يعني هذه الأوثان وإنما وجب تقديم هذا النفي لأن العبادة هي غاية التعظيم للمعبود فلا تليق لأخس الأشياء وهي الحجارة التي لا تنفع لمن عبدها ولا تضر لمن تركها ولكن تليق العبادة لمن بيده النفع والضر وهو قادر على الإماتة والإحياء وهو قوله سبحانه وتعالى: {ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم} والحكمة في وصف الله سبحانه وتعالى في هذا المقام بهذه الصفة أن المراد أن الذي يستحق العبادة أعبده أنا وأنتم هو الذي خلقكم أولًا ولم تكونوا شيئًا ثم يميتكم ثانيًا ثم يحييكم بعد الموت ثالثًا، فاكتفى بذكر الوفاة تنبيهًا على الباقي، وقيل: لما كان الموت أشد الأشياء على النفس ذكر في هذا المقام ليكون أقوى في الزجر والردع وقيل إنهم لما استعجلوا بطلب العذاب أجابهم بقوله ولكن أعبد الله الذي هو قادر على إهلاككم ونصري عليكم: {وأمرت أن أكون من المؤمنين} يعني وأمرني ربي أن أكون من المصدقين بما جاء من عنده قيل لما ذكر العبادة وهي من أعمال الجوارح أتبعها بذكر الإيمان لأنه من أعمال القلوب. اهـ.

.قال أبو السعود:

{قُلْ} لجمهور المشركين: {يا أَيُّهَا الناس} أوثر الخطاب باسم الجنس مصدرًا بحرف التنبيه تعميمًا للتبليغ وإظهارًا لكمال العناية بشأن ما بلغ إليهم: {إِن كُنتُمْ في شَكّ مّن دِينِى} الذي أتعبّد الله عز وجل به وأدعوكم إليه ولم تعلموا ما هو وما صفتُه: {فَلاَ أَعْبُدُ الذين تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} في وقت من الأوقات: {ولكن أَعْبُدُ الله الذي يَتَوَفَّاكُمْ} ثم يَفعل بكم ما يفعل من فنون العذاب أي فاعلموا أنه تخصيصُ العبادةِ به ورفضُ عبادةِ ما سواه من الأصنام وغيرِها مما تعبدونه جهلًا، وتقديمُ تركِ عبادةِ الغير على عبادته تعالى لتقدم التخليةِ على التحلية كما في كلمة التوحيد، وللإيذان بالمخالفة من أول الأمر أو إن كنتم في شك من صحة ديني وسَدادِه فاعلموا أن خلاصتَه إخلاصُ العبادة لمن بيده الإيجادُ والإعدام دون ما هو بمعزل منهما من الأصنام فاعِرضوها على عقولكم وأجيلوا فيها أفكارَكم وانظُروا فيها بعين الإنصافِ لتعلموا أنه حقٌّ لا ريب فيه بالشك مع كونهم قاطعين بعدم الصحةِ للإيذان بأن أقصى ما يمكن عروضُه للعاقل في هذا الباب هو الشكُّ في صحته، وأما القطعُ بعدمها فمما لا سبيلَ إليه وإن كنتم في شك من ثباتي على الدين فاعلموا أني لا أتركه أبدًا: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المؤمنين} بما دل عليه العقلُ ونطق به الوحيُ وهو تصريحٌ بأن ما هو عليه من دين التوحيدِ ليس بطريق العقلِ الصِّرْفِ بل بالإمداد السماويِّ والتوفيق الإلهي، وحذفُ حرفِ الجر من (أن) يجوز أن يكون من باب الحذفِ المطردِ مع أنْ وأنّ، وأن يكون خاصًا بفعل الأمرِ كما في قوله: أمرتُك الخيرَ فافعلْ ما أُمِرْت به. اهـ.